الأربعاء، 6 يناير 2021

صناعة الهوية الرقمية للباحثين

إذا لم تتواجد شركتك على الإنترنت، فستغادر عالم الأعمال. "بيل جيتس"

هذا المقولة الشهيرة لـ (بيل جيتس) تنطبق على كل مناحي الحياة، بما فيها الأشخاص أنفسهم، وليس فقط الشركات التجارية، فمن لم يتمكن من الحضور على الإنترنت في عالم اليوم، فهو غير موجود في المحيط العالمي.

من هنا جاءت أهمية صناعة الهوية الرقمية للباحثين، وتعني الهوية: السمات أو الخصائص الفريدة لكائن ما، التي تميزه عن غيره، وتشير الهوية الرقمية للباحثين: إلى الخصائص الفريدة التي تميز الباحث عن غيره من الباحثين، ورقميًا تتمثل هذه الخصائص في المُعرف الرقمي (ID) لكل باحث، ومؤشِّرات التأثير التي تعكس حجم المكانة العلمية لكل باحث، مبنيةً على إنتاجه العلمية ودرجة استفادة الآخرين واستخدامهم لهذا الإنتاج كمراجع في دراساتهم وأبحاثهم.
وهناك العديد من المنصات الإلكترونية التي تساعد على صناعة هذه الهوية، حيث تتيح للباحثين إنشاء ملف تعريفي خاص بهم، إلى جانب نشر إنتاجهم العلمي، بل تمتد أكثر من ذلك؛ لإعطاء كل باحث مؤشِّرًا لمكانته وحجم تأثيره في الوسط العلمي، وفقًا لمعايير، تختلف طريقة حسابها من منصة إلى أخرى، وتكاد تتفق معظمها في حساب عدد الأبحاث المنشورة في المجلات العالمية المرموقة، وعدد الاستشهادات لكل منها.

في هذه المقالة سنركز على بعض هذه المنصات العلمية التي تسهم في صناعة الهوية الرقمية للباحثين، وتساعدهم في المشاركة والتشبيك والإندماج في مجموعات علمية واسعة في مجال التخصص. ومن هذه المنصات:

(1) منصة ريسرش جيت ResearchGate : منصة بحثية تأسست عام 2008، توفر المنصة إمكانية تأسيس صفحة أوملف شخصي للباحث، ونشر إسهاماته العلمية سواء باللغة الإنجليزية أو باللغات الأخرى، ومنها: العربية والصينية والأسبانية والفرنسية، وجعل الوصول إلى النص الكامل (Full Text) مفتوحًا، أوتقييد تنزيله بأخذ الإذن من الباحث، ومع ذلك فإن رصد عدد الاستشهادات للبحوث المنشورة باللغة العربية واللغات الاخرى غير الإنجليزية غير متوفر في المنصة، وقد يرجع ذلك لعدم وجود قواعد بيانات عربية شهيرة، إلى جانب ضعف البرامج المعربة في رصد الاستشهادات، وتعطي المنصة درجات لتأثير الباحث، يتم احتسابها وفقًا لعدد قراءات البحوث المنشورة، وعدد الاستشهادات بها، وعدد الأسئلة والإجابات التي شارك فيها الباحث. وهي بذلك تساعد في مد جسور التعاون بين الباحثين عندما تمنح درجات لتأثير الباحث على عدد مشاركته في الإجابة على أسئلة الباحثين الأخرين في نفس المجال، وعدد الأسئلة التي يطرحها للنقاش. وتوفر هذه المنصة – إضافة إلى ذلك إمكانية البحث عن وظيفة في المجال البحثي، ومشاركة المعلومات حول المشاريع البحثية التي يعمل الباحث عليها.

(2) منصة أكاديميا دوت إديو Academia.edu: تعتبر منصةً اجتماعية مخصصة للأكاديميين، لمشاركة أعمالهم البحثية، أُطلقت عام 2008 على يد البريطاني Richard Price، ومقرها في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا. وتوفر المنصة ملفات شخصية للباحثين؛ لنشر إنتاجهم العلمي، كما توفر لوحة وظائف للإعلان عن الوظائف الأكاديمية الشاغرة.

(3) الباحث العلمي Google Scholar: تم إطلاقه عام 2004، ويقوم بفهرسة الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية المحكمة، ويتيح إمكانية تصدير الاستشهاد بالبحث، وفقا لعدة أنماط مشهورة منها نمط جمعية علم النفس الأمريكية APA، وتصدير المراجع إلى برامج فهرسة المصادر مثل برنامج الإندنوت (Endnote). ويمكن للباحث تأسيس ملف شخصي، وإضافة جميع أبحاثه المتوفرة في فهارس جوجل اسكولار إلى هذه الملف، وتظهر أمام كل بحث عدد الاقتباسات، وسنة النشر، ويعطي لكل باحث مؤشرين تأثير، الأول: مؤشر هيرش h-index، والآخر مؤشر (i10- index)، يمكن من خلالهما معرفة حجم تأثير ومكانة الباحث العلمية.

(4) الهوية المفتوحة للباحثين والمؤلفين (Open Researcher and Contributor ID)؛ وتُسمى اختصارًا (ORCID): تم إطلاقها في أكتوبر 2012، وتعطي هذه المنصة رمز تعريفي (ID) لكل باحث تصبح هوية فريدة للباحث، مثلها مثل الرقم الوطني في البطاقة الشخصية، أو معرف الوثيقة الرقمي (DOI) الذي يُعطى لكل ورقة علمية لتمييزها عن غيرها. و يتكون الرمز التعريفي من أرقام وحروف للتمييز بين الباحثين. وذلك من أجل حلّ إشكالية الخلط بين الباحثين بسبب تطابق أسمائهم التي تظهر على الأوراق العلمية، كما تعالج الخلط الذي قد ينتج من استخدام اختصارات للاسم. وقد أعطت هذه المنصة معرفات رقمية لآلاف الباحثين حول العالم، واستخدمت جامعة بوسطن معرفات الباحثين على أورسيد، ثم اعتمدتها أغلب المجلات العلمية المحكمة، إذ لا يمكن النشر في الكثير من المجلات العلمية العالمية المفهرسة على (Scopus & ISI) إلا بالمُعرف الرقمي للباحث على أورسيد.

(5) مُعرف سكوباس (Scopus ID): وتعتبر سكوباس قاعدة بيانات مملوكة لدار النشر الهولندية السفير، تقوم القاعدة بجمع الاستشهادات للباحثين من خلال رقم مُعرف خاص بالباحث، ويقوم بجمع انتاجه العلمي المفهرس في قاعدة بيانات سكوباس، كما يربط السجل العلمي للباحث على اسكوباس مع أورسيد؛ مما يسهل تصدير الأبحاث آليا إلى موقع الباحث على أورسيد.

(6) لينكد إن LinkedIn : منصهة مهنية تم اطلاقها عام 2003، من قبل ريد هوفمان، تربط بين المتخصصين من جميع المهن، وتسمح بإنشاء ملف تعريفي لكل متخصص، بحيث تربط بين المهنيين ومنهم الأكاديميين ببعضهم، وترسل إشعارات بأهم الوظائف الشاغرة المُعلن عنها، التي تناسب تخصص الباحث أو المهني.

(7) منصة اريد ARID: منصة علمية للباحثين وهي اختصار لـ Arab Research ID، ومعناها منصة الباحثين العرب، تأسست عام 2016 في جامعة ملايا بمملكة ماليزيا. وهي أول منصة عربية للباحثين، تهدف لتوثيق مسيرة الباحثين وإنتاجهم العلمي، وتتيح لكل باحث إنشاء ملف تعريفي خاص به، ونشر سيرته الذاتية، ونشر أبحاثه العلمية بالنص الكامل، وتعطي الباحث مؤشرًا للتأثير من خلال حساب عدد قراءات وتنزيلات أبحاثه، وعدد الزيارات لملف الباحث. لكن نظرًا لضعف برامج قواعد الفهرسة باللغة العربية، فإن الكثير من الزيارات لملف الباحث، وتنزيل أبحاثه لايتم توثيقها بالمنصة، وبالتالي فإن المؤشر الناتج عن المنصة غير دقيق، مثله مثل قاعدة بيانات ارسيف (معامل التأثير العربي)، الذي لم يتمكن لحد الآن من تسجيل عدد الاستشهادات بالدراسات والبحوث العربية بدقة.
ملحوظة: هذه المقالة قمت بإعدادها بالرجوع إلى المنصات العلمية المذكورة سلفًا واستعنت ببعض المراجع الإلكترونية، واضفت في بعض الجزئيات رأيي؛ كما هو الحال في منصة اريد، وعدم ظهور الاقتباسات للأبحاث المنشورة باللغة العربية على ResearchGate

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الآن كتاب العلاقات العامة والاتصال التفاعلي عبر المواقع الإلكترونية والاجتماعية متوفر نسخة كاملة pdf

 للتحميل أضغط الرابط الأتي  https://drive.google.com/file/d/1gk3njxw_fuYH1T5e48wBtRbeZvDYHK_F/view?usp=sharing